This story [1] was originally published on OpenDemocracy.net/en/.
   License: Creative Commons 4.0 - Attributions/No Derivities/
   international.
   --------------------------------------------------------------


في لبنان، التعلّم عن بعد تحدي يومي يعيشه الطلاب والمدرسون والأهل
By:   []
Date: None

بالنسبة للحلقات التعليميّة التي تُعرض على تلفزيون لبنان، فهي حلقات تمّ تصويرها في وزارة التربية وفي المركز التربوي للبحوث والإنماء، من قبل فريق من الأساتذة المتطوعين. الأستاذ يشرح الدرس بمساعدة بعض المعدات التقنيّة، ويقدم المادّة مع بعض الأمثلة في حلقة لا تتجاوز مدتها النصف ساعة كحدّ أقصى، وهي مدّة قليلة جدًا لشرح وإيصال معلومة معينة. وتعتبر هذه الحلقات غير كافيّة لإيصال المعلومات وخاصةً أنّ كلّ مدرّس يملك أسلوب وطريقة شرح مختلفة، وقدرة متفاوتة على إيصال المعلومة.

هذه الحلقات التعليميّة وبحسب رأي بعض الأساتذة في المدارس الخاصة والرسميّة الذين قابلناهم، غير كافية لإنجاح العامّ الدراسي، ولكنها خطوة تساعد التلاميذ على البقاء في أجواء الدراسة.

خطّة الحلقات التعليميّة نسيت أو تناست تلاميذ التعليم المهني، وخاصّةً صفوف الشهادات الرسميّة. ولم تقدّم حلقات تعليميّة لتلاميذ التعليم المهني بل اكتفت بالتركيز على التعليم الأكاديمي. كما لم تأخذ بعين الاعتبار مواعيد انقطاع التيار الكهربائي، وعدم توفر "إشتراك الكهرباء البديلة" في كلّ البيوت اللبنانيّة، ما يعيق مشاهدة الحلقات.

من ناحية أخرى، وبرغم زعم الوزارات المختصّة تأمين خدمات الإتصال، مازال الإنترنت بطيء، مما يؤثر سلبًا على عملية التفاعل خلال الحصص الدراسيّة، كما يؤثر على سرعة تحميل الروابط الإلكترونيّة وبالتالي يسبب ضياع وقت الطالب وتشتته.

أمّا شركات الهواتف الخليوية التابعة لوزارة الإتصالات فقد قدّمت 500 MB وتعبئة شهر أيام مجانًا لجميع مشتركيها، مستثنية طلاب الجامعات من هذه الخدمة الإستثنائيّة بما أنّ لهم باقة خاصة بهم. هذا ما أثار غضب بعض طلاب الجامعات من الذين قابلناهم، وفضلوا لو قدّمت الوزارة لهم شهرًا مجانيًا لتساعدهم على متابعة دراستهم بشكل أفضل وخاصّة أن ليس كلّ المواقع المستخدمة للتعليم تندرج تحت القائمة البيضاء.

من المفترض أن العمل بين المثلث الوزاري سيستمر حتّى نهاية هذه الأزمة أو نهاية السنة الدراسيّة، فاتحاً السؤال حول دور وزارة الطاقة والمياه لإيجاد بعض الحلول التي تساعد على تأمين الكهرباء في كافة المناطق اللبنانيّة خلال عرض الحلقات التعليميّة، أو أقله خلال الفترة الصباحيّة لمساعدة الطلاب والتلاميذ على متابعة دروسهم.

الأساتذة والإمكانيات الرقميّة

أهملت الحكومة اللبنانية على مدى سنوات برامج تطوير المدرسين وتعليمهم مهارات تقنية لمواكبة العصر. معظم المدرسين والمدرسات ليس لديهم المهارات الأساسية لاستخدام الإنترنت وتطبيقاته، وقد وجدوا أنفسهم فجأة في ظرف يملي عليهم استخدام هذه التطبيقات للتواصل مع تلاميذهم عبرها.

اختلفت وجهة نظر الأساتذة بالنسبة للتعليم عن بُعد واستخدام الإنترنت. في مقابلات خاصة معهم، أبدى عدد منهم رأيه بأن التعليم أساسه المشاركة والتفاعل المباشر بين الأستاذ والتلميذ، وهذا ما ينقص في التعليم الإفتراضي. كما أن الطلاب لن يتلقوا الدعم الذي هم بحاجته، بسبب نقص التفاعل. والبعض الآخر كان له رأي مخالف، إذ وجد أن هذه العملية ستنقذ العام الدراسي وستساعد الأساتذة والتلاميذ على تعلّم تقنيات جديدة تفيدهم في المستقبل.

أكدت نجوى سليم وهي معلمة رياضيات للصفوف الإبتدائيّة في مدرسة خاصّة أن التلميذ في عمر صغير لا يملك الخبرة الكافية لاستخدام التطبيق المتبع من قبل المدرسة. هذا ما يحمّل الأهل مسؤوليّة إضافية. تضيف أنها من الأساتذة الذين يصعب عليهم استخدام هذه التقنيات، إذ أنها تطلب المساعدة من شقيقتها في كلّ مرّة تريد التواصل مع تلاميذها، كونها لم تتلقى تدريباً على هذا النوع من التكنولوجيا.

أمّا نانسي موسان التي هي أيضًا معلمة رياضيات للصفوف الإبتدائية كان لها رأي مختلف، فوجدت أن التعليم عن بُعد ناجح جدًا، مضيفة أنه الحلّ الوحيد خلال هذه الأزمة. وأكدت أنّ الأساس في نجاح الخطّة التعلميّة هو التعاون بين التلاميذ، والأساتذة، والأهل.

التلاميذ داخل المدرسة الخاصّة التي تعمل فيها نانسي مدربين على التعامل مع التقنيات الرقميّة من قبل هذه الأزمة، وخاصّةً أن المدرسة كانت تستخدم تطبيق رقمي للتواصل مع الأهل والتلاميذ قبل التعبئة العامّة. لذا فالتلاميذ والأهل والمعلمون مهيئون فكريًا لهذه التجربة والتلاميذ يأخذون التعلم عن بُعد على محمل الجدّ.

الأستاذ جمال سليمان مدير ثانوية بدنايل الرسمية في منطقة البقاع تحدث خلال مقابلة خاصة عن رأيه بخطّة التعليم عن بُعد، ووصف هذه الخطّة "بالتخبيص عن بُعد".

[1] Url: https://www.opendemocracy.net/ar/%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%85-%D8%B9%D9%86-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A-%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A-%D9%8A%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%84/